ايامى الفى الدويم
كتابة تذكارية في الر‘جعي والحنين
محمد امين ابوالعواتك
(7)
عوض (دوسو) و عوض (داف)
اسرتنا لها تاريخ مع تربية الانواع الجيدة من الحيوانات الاليفة خاصة
تلك التي تشتهر بالوفاء بحكم تنقلنا مع الوالد كما اسلفت في الاجزاء السابقة من
هذه السلسلة وفي مناطق شدة متعددة وعند عودتنا للدويم من الابيض كان معنا (نسو)
الذي له صولات ومعارك مع العديد من الاهل والاصدقاء واذكر مرة ان غرز اسنانه في ابن عمتي الصحفي
محمود حسن لعوته وسمع والده المغفور له حسن لعوته بالموضوع فكان ان علق له قائلا(
انت خالك التجاني ده مربي ليهو كلب اصلو
عندو بقر) وكان هناك حدث يومي في شارع منزلنا بالحي الثامن قبل اذان الفجر ومشوار
السوق الصباحي، نباح (نسو) علي وقع صوت خطوات جدنا احمد السباعي رحمه الله الذي
كانت له طريقة مشي معروفة وهو في طريقه اليومي الي سلخانة الدويم فجرا، و كان شيخ
الجزارين جدنا مصطفي السباعي وكان ذبيح الجمعه مخصص لجدي سليمان حامد السباعي تاجر
المحاصيل والمواشي وسار علي ذلك العديد من الاجداد والاباء اذكر منهم اجدادنا
محجوب واحمد رحمهم الله واخوالنا عمر يوسف وابراهيم سليمان والكثير من الاهل
والاخوان والابناء، وبعد ذلك بقليل تداهمك في سريرك اصوات تسخين جارنا عوض احمد
لماكينة عربة النقل خاصته ماركة (داف)
الالمانية الشهرية والتي جلبها مجلس المدينة لتحل محل الاسطول القديم ، فاقترن اسم
جارنا العزيز الراحل عوض احمد بها فاصبحت شهرته (عوض داف) وهو من ابناء بحري وتزوج
حفيدة الشيخ الريح السنهوري ووالدها عبد الرحمن النعيم وهي اسرة كبيرة اشتهر منهم
المرحوم بابكر الشيخ الريح عميد الاسرة والد الاستاذة الوزيرة الولائية اشراقة
بابكر الريح خريجة مصر ومن نفس البيت خرج الاستاذ الصحفي عادل الباز ويوسف ود
السرة وغيرهم؛ وقد ورث عوض داف ابناءه
خالد واحمد واسامة محبة قيادة السيارات ولا ادري ان تسلل الفايروس الي هيثم
والسر وفقدت الاسرة والدويم شقيقهم الاصغر الريحانة بابكر رحمه الله رحمة واسعة.
ومشوار السوق الصباحي في الشارع قبل الاخير من الجنوب في الحي الثامن
والذي بدايته مدرسة خليل الثانوية العامة بنات ونهايته سوق الدويم هو نموذج لكل
احياء وبيوت الدويم فبمجرد خروجك تقع عيناك علي الاخ فتاح ود الزهارين تلك العائلة
الكبيره المعروفة في الدويم وتاريخها، فلقد كان يعمل زمانا طويلا في مكتب التعاون
الذي كانت مكاتبه مستأجر لها منزل (اب ضلع) المجاور لنا وهو مسرعا بجلابيته
البيضاء لفتح المكاتب قبل حضور الموظفين وهو رجل مهذب خلوق، وتلمح من بعيد المرحوم
عباس دهب بجلابية الختمية او ابناءه علي و
عثمان، والرجل الصالح الوالد ابوعاقلة عبد الله وهذه الاسرة العريقة التي فيها
العم محمد حمدان رحمهم الله وابناءهم ويكون وقتها المغفور له العم محمود القطينابي
رافعا يديه بالتحية متوجها الي السوق
متأبطا عصاه وتتقدم قليلا لتجد العم الاسطي شقاق وولده جعفر في كامل جهوزيتهم وعدة
البناء والسلالم متوجهين الي موقع عمل ويكون ميرغني قد سبقهم الي مكان عمله
بمستشفي الدويم ، وياتيك من جهة اليسار صوت الحاجه السارة بت الخير متعها الله
بالصحة والعافية وهي تذكر الكوتش المغفور له الفكي الريس بطلب اضافي ليحضره معه من
السوق والراحل الخال برير الانصاري متزوج من اختها عائشة وكان دائما مايكون متخفيا
في منازلنا عندما يكون مطلوبا بواسطة الاجهزة الامنية ككادر شيوعي معروف ، وال
الريس ايضا من الاسر العريقة بالدويم واشتهروا في الرياضة والتعليم وقدموا العديد
من اللاعبين الافذاذ في مدينة الدويم منهم الخلوق عبده الريس والبعيو في الوطن و
عبد الخالق في الشاطئ وحامد في الاشبال وبقية العقد الفريد الريح وفتحي وكذلك
الكوتش الفكي وابناءه المغفور له حامد وعادل وبدر الدين ومستعين ، وفي مقابل منزل
الفكي الريس كان منزل العمة عشة فضلو وابنتها الكبري هي احدي ثناني النغم المعروف
وكما كان ايضا في هذا الشارع وفي احد منازل التاجر المعروف المغفور له الامين عبد
السلام احدي الشركات الرش الزراعي وكان
يعمل فيها ايضا الفنان الكبير احمد الطيب الذي احي حفل ختان اخوتي الكبار وحضر
رفقة مع العم الشيخ محمود ، وتمر بجانبك عجلة علي ظهرها العم المغفور له علي جعفر
مسرعا الي مطعمه والعم علي من ظرفاء الدويم وكان مع اخاه عمر جعفر وابناءهم وال
الاذان الجيرة الطيبة المباركة التي لانزال ننعم بصلاتها الدافئة ، وعند تقاطع ال
محمد امام الذين اشتهر منهم في القوات المسلحة بكري وعمرين وعثمان كلاعب مشهور في
الوطن لابد ان تصادف حاج الماظ عليه رحمة
الله والد الحكم الدولي السابق احمد الماظ او احد ابناءه البررة او العم المغفور له صابر
حامد يرافقه ابنه الدفعة الصديق الاصم او حامد او الصغير محمد وهذه الاسرة لها
تاريخ حافل مع جنوب السودان والدول الافريقية المجاورة له والتجارة والترحيلات فيها
وبحكم علاقة الصداقة مع الاخ الاصم فقد جلست مرات كثيرة مع الوالد صابر حامد وحتي
في زياراتي من بعد للمدينة فهذه الدار محطة دائمة لي لابد من المرور بها ، وفي نفس
المكان علي اليسار قد تصادف الوالد المغفور له الموسوعي المثقف جبر الدار ولكن من
المؤكد انك لن تفوت سماع الصوت الجهور للعم بابكر الهادي وقد كنا زمالة مع ابنه
محمد في الدويم الريفية ومشاوير اليوم الدراسي والمذاكرة فيها ليلا، وفي ذلك
الزمان كان فنان الدويم سلامة القرعابي قد افتتح اعمال سلامة الفنية في الدكان
المقابل لهم وهو الان ينثر في فنه بالسعودية والذي تحول من بعد الي العم النجار المرحوم
الطيب خضر رحمه الله وكان ابنه خضر يساعده فيه وقد علمت لاحقا بانه التحق بالعمل
في تلفزيون السودان، وهكذا تمر بكل معالم الشارع مرورا بالعم يونس ونسيبه حامد
عبادي وال ابراهيم جاد الله وال بدوي السيد الذين اشتهر منهم نجدي لاعبا مبرزا في
ميادين كرة القدم في نادي النيل ثم
الاشبال ولعبنا سويا في تمارين الجعيلي ايضا ، و الاسرة العريقة الاشقاء عبد
القادر ويوسف موسي رحمة الله عليه وبرز
منهم فوزي و الاستاذ عبد الحفيظ عبد القادر المحامي المعروف وال الصول ولاننسي
الفنان الكبير الراحل مهدي الصول الذي توفي في ريعان شبابه وهو نسخة مطورة من
الفنان الراحل العميري وكل من لم تسعفني الذاكرة في تذكره ولكن بالتاكيد لن تتجاوز
الذاكراة احد ايقونات هذا الشارع ومعلمه البارز الاخ (عوض دوسو) والذي هو في مخيلتنا منذ الصغر بتلك الهيئة
المهابة من الجسم الرياضي الضخم الذي صقلته مهنته في بناء الهياكل الحديدية لعربات
الفورد في ورشة عبد الباسط بعد تاريخ رياضي حافل في ام درمان والدويم في النيل
ولبسه المميز بالرداء ذو اللون الكاكي
كينفورم عمل وقد عشق الدويم واهلها واختارها وطنا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق