الاثنين، 17 أبريل 2017

ايامي الفي الدويم (5) الدويم وقوة دفاع السودان




ايامى الفى الدويم
كتابة تذكارية في الر‘جعي والحنين
محمد امين ابوالعواتك
(5)
الدويم وقوة دفاع السودان
 التاريح والذاكرة السودانية القومية وثقت لقوة دفاع السودان ابان الحرب العالمية الثانية وان لم يكن هذا التوثيق مكتملا  في تجارب العديد من النماذج المشرفة للشخصية السودانية في مختلف التخصصات، و في ذلك الزمان قدمت اسرة محمود محمد احمد  لمدينة الدويم جهدا غير مسبوق ومشرف في شخص الوالد التجاني محمود عليه رحمة الله ورضوانه وذلك التاريخ المشهود في الخدمة الطبية والتي ابتدرها بمستشفي الدويم وما جاورها في ام جر والهشابة ومعتوق وعموم السودان، الا ان العنوان الابرز والمشرف كان في قوة دفاع السودان...فعندما كان النداء بالمشاركة في الحرب العالمية الثانية كان من ضمن ما قدمت الدويم التجاني محمود وسيد الصول والجوخ الذين كانوا حضورا عندما تهيب الجميع الموقف في السفر الي جبهة شمال افريقيا في الصحراء الكبري وشرق افريقيا ،لذلك خلدت مشاركتهما وكما هو معروف في تاريخ السودان ان خلدت قوة دفاع السودان اشعارا وغناء عبر عائشة الفلاتية واخرون كذلك خلدت مشاركة ابناء الدويم التجاني محمود وسيد الصول غناء في المناسبات بواسطة اهل الفن وفنانات الحماسة في ذلك الوقت:
مابمثلوه الدور
ومابكسفو الدكتور
حكم الاله مقبول
يالتجاني ود محمود وسيد الصول.
كان هؤلاء واخرين هم رموز مدينة الدويم في زمن الحرب العالمية الثانية وتراث هذه المشاركة في الوجدان القومي السوداني يبين تخصصاتهم كذلك كخدمة الاسناد الطبي التي تتضح في كلمات الاغاني فمثلا في اغنية الليمون سقايتو عليا: (الله ليا جاهل صغير وحمامة...الله ليا...يوم لبسو الكمامة ودهو خشم القربة ياالله عودة سلامة للمصلحة- تعني المصلحة الطبية)، وفي اغنية يجو عايدين الفرقة المهندسين...(يجو عايدين ضباط مركز تعليم يا الله..يجو عايدين حكما وممرضين يا الله).
والوالد التجاني محمود مشهور ايضا وسط السادة المتصوفة علي نطاق السودان فقد اختار طريق القوم عبر السادة الاحمدية علي يد الشيخ سيد معوض بام جر  وكان مادحا للحبيب المصطفي صلوات ربي وبركاته عليه واله، وفي ليل الدويم الهادي وانت مستلقي علي سريرك ملتحفا السماء تلتقط الاذن ذبذبات ليل المدينة، واذا كان ليلة اثنين او خميس فانك بالتاكيد ستلتقط  ذلك الصوت الشجي للمغفور له الشيخ يوسف عوض الكريم، ذلك الصوت الذي له صهيل عجيب وكان علي الدوام رفقة معه الوالد التجاني محمود وكذلك اصدقائهم اخوان الطريق المغفور لهم العم اسماعيل مالك والعم محمد زين  والعم احمد ابوخضرة و زروق يوسف الاذان واخرين امد الله في ايامهم.
 وفقت والحمد لله ان اوثق مع المغفور له الشيخ يوسف عوض الكريم بتسجيل اسطوانة وشريط كاسيت لمدائح السادة الاحمدية وانتجت له 1000 شريط سلمتها له وقد كانت ايام طيبة قضاها معنا الشيخ يوسف في البيت والمكتب تقديرا ووفاء لذكري الوالد عليه الرحمة  وقد اصر الاخ الصديق الاستاذ حسين خوجلي ان يكتب مقدمة الشريط وان يسجلها بصوته وكان قبل ذلك ان جهز الفنان الشامل ابن الدويم عبد القادر يوسف كلمة لتسجيلها الا انه بسماحته اتاح المجال للاخ حسين خوجلي عندما علم برغبته في القيام بذلك وقد كان.
والفنان عبد القادر يوسف الاذان والد الشهيد محمد هو صاحب الاغنية التي اشتهرت (سارة) والتي تغني بها ايضا الفنان الراحل عبد العزيز العميري ولايخفي الاستاذ حسين خوجلي اعجابه باغنية عبد القادر الاخري (يا قمر انا لو اطولك) وكتب عن ذلك اكثر من مرة في افتتاحية صحيفة الوان ، وعبد القادر يوسف الذي جمعتني به جلسات وجلسات في منزلي او منزله له العديد من الدرر التي يجب عليه ان يطلق سراحها واخبرته عن ذلك واحب ان اسمع منه دائما اغنيته الرائعه ( اشتاقها) والتي لو قدر لها ان تخرج  فسوف تردد زمانا طويلا، وعبد القادر يوسف  سبق وان كتب لي خطابا تاريخيا عندما خطبت ابنة اخته حفيدة الاسطي برير، حكي فيها عن العلائق القديمة التي ربطت بين جدنا شيخ الطيب واسطي برير  وعبر عن سعادته بتجددها في زيجة مباركة في بيت الوالد المغفور له صالح برير سليمان والذي يحتاج هو الاخر  الي كتاب منفرد يسرد تجربته في الحياة وخاصة ماسمعته منه شخصيا عن فترته مع (خواجة بيكر) في جنوب السودان وغيرها من مجاهدات الحياة ، وال برير من الاسر العريقة في مدينة الدويم والتي وثق لها العديد من المؤرخين وبصماتها واضحة في حاضر وتاريخ المدينة في مختلف الانشطة والمجالات وكذلك ال الاذان اهل الاخلاق والصدق والثقافة والدين  وطريقهم في التصوف ايضا هو مع السجادة الاحمدية.
 الوالد التجاني محمود كان معروفا ايضا بجمال صوته وقد خلد ذلك ايضا في غناء الحماسة مع اغنيات الحرب العالمية:
الشايل رقو وبنشد احمدية
سلب ديني الزول اخو الستية
وستية هي شقيقة الوالد وقد سميت علي جدتها الستية والدة العمدة عبد الماجد محمود وكذلك سميت ستية التوم خليفة علي العمة ستية وهي والدة المغفور له الطيب ستية المشهور واخواته ، كبير اخصائي الاجهزة الالكترونية قبل وبعد ثورة الاتصال والتكنلوجيا وكذلك التصوير الفوتغرافي قبل ذلك، وقد خدم احتياجات مدينة الدويم في هذا المجال لفترة طويلة، ولستية اخت اخري وهي المغفور لها العمة النسيم زوجة العم المغفور له حسن لعوتة ووالدة عباس وهو كبير الاسرة و خدم مدينة الدويم في الخدمة العامة وفي مناطق شدتها وهو موسوعة شعبية وكاتب ، شاعر ومادح للنبي الاكرم صلوات ربي وبركاته عليه وكان قريبا من الشيخ البرعي عليه رضوان الله والسبب في هذه العلاقة يرجع الي جدنا فكي حسين في كردفان الذي يسميه شيخ البرعي دلائل الخيرات، واخوة عباس هم بكري ومحمود واخواتهم واصهارهم وانسابهم المنتشرين في الدويم وخارجها يعملون في مختلف الانشطة والخدمات ، وقد كنت استمتع كثيرا بزيارتها في بيتها بالثورة  وورثت عن اخوتها قوة الشخصية والصرامة وكنت من المحظوظين الذين نفدوا الي مستودع طيبتها ولامسته وكنت استمتع بقهوتها و(كمان ترمي لي الودع ) فاننا اردد هذا الكلام دوما الي ابنها محمود لعوته الذي صار صحفيا واعلاميا مرموقا بمجموعة الشرق الاوسط للابحاث والتسويق في صحيفة الاقتصادية ومحلل في قناة الرياضية السعودية.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق