ايامى الفى الدويم
كتابة تذكارية في الر‘جعي والحنين
محمد امين ابوالعواتك
(4)
الشيخ محمود... صوت المدينة
اواصل دفق ما شهدت من احداث في تلك الربوع الخالدة علي ضفة النيل
الابيض الغربية في الدويم الحبيبة وانا اكتب في هذا الجزء دخل علي الصديق العزيز
الاستاذ مصعب الصاوي وقام بقراءة الجزء الاول والثاني اعجب بهما للغاية و قال لي ضاحكا والرجل مرجع في الفن والغناء
السوداني ( حقو تسميها علي الاغنية: ايامي الفي الدويم).
الدويم في وجدانها الشعبي عامرة بالعرفان والايمان باهل الطريق او
القوم بمختلف مشاربهم وعلوم التصوف كما هو
معروف تحتشد يها التوصيفات التي تدل علي المقامات كالاقطاب والافراد والابدال
والنقباء والخفراء وغيرها من هذه الرتب المحببة والدويم كان بها عدد من بعض هؤلاء
ظاهرين او مستترين.
اذكر ود الشوال واحمدو ونفيسة
والهلبة غرب وصيحته المشهورة ( الحديد ده تيرابو وين) فعندما تتدبر فحوي حديثه مع
اية ( وانزلنا الحديد..) فلا شك سيطل في راسك الف سؤال والكثير من تعرفون من اهل
الصدق الاتقياء والاخفياء بالدويم، وفي اخريات ايامنا بالدويم تعرفت علي محمد
الحسن (الجريو) من شبشة و الذي كان يتبعني
والصديق متوكل بكري اينما ذهبنا في الدويم واحيانا من علي البعد وله العديد
من القصص رحمهم الله جميعا ، وجدي لوالدي يتبع الطريقة التيجانية علي ان والدي سلك
علي الطريق الاحمدية لسيدي القطب احمد البدوي راجل طنطا علي يد الشيخ سيد معوض بام
اجر ، فنشأنا علي محبة النبي وال بيته الطاهرين منذ الصغر وكنا نردد ( طنطا كلك
نور فيك الحسن والحسين) و ( نسمات هواك لها ارج تحيا وتعيش بها المهج) والارجية
هذه واحدة من قصائد السادة الاحمدية تنشد والبردة والهمزية وقد جاراها مولانا
الختم الكبير بالمنبهجة (يارب بهم وبالهم عجل بالنصر وبالفرج)وهي من ادوار التوسل
وقد نسبت الي مولانا الامام ابومدين الغوث الذي يتصل بشيخ العرب السيد البدوي بصلة
النسب من جهة الاب ثم بالسيدة الزهراء عليها السلام من جهة الام.
حكي لي الوالد عليه الرحمة والمغفرة والرضوان انه كان في (الشفخانة) ذات يوما وحيدا عندما كان يعمل
في (ام جر) في بواكير حياته المهنية وكان ان طال به المقام هناك ، دخل عليه فجأة
ود الشوال وقال له: (الحكيم انحنا نقلناك) وبعد يومين من (طلة) ود الشوال استلم الوالد تلغراف النقل من ام اجر، وكذلك
عمي الرائد في سلاح الهجانة الامين محمود الشهير بابو السرة فلقد كان طريقته المكاشفية
وحدثني الوالد انه كان بعد ان يعبر (البحر) يذهب راجلا الي الشكينيبة اذا لم يجد
ما يتوصل به وايضا العم الشيخ محمود الذي كان اسمه الاصلي السماني محمود وكانت
جدتنا لابي (السرة) رحمها الله سلكت في
طريق الشيخ السماني ويحكي انها في احدي زياراتها للجبل قال لها الشيخ السماني (
جايكي ولد درويش ) وعند ولادته اطلقت عليه اسم السماني واشتهر اسم الشيخ الذي هو
دلالة تادب مع المسمي عليه.. رحمهم الله اجمعين.
واسرة الوالد هم ال محمود محمد احمد و جدهم الاكبر هو (علي ود
صالح) ببيوتاتهم المختلفة والتي ينتهي
نسبها الي الجعليين النفيعاب واصولهم من منطقة قوز المطرق شرق شندي والتي سميت
مؤخرا بقوز العلم حسب افادة النساب الخال الجيلي الانصاري رحمه الله، وينتشرون في
النيل الابيض حتي الترعه الخضراء ومنهم السياسي الاتحادي صاحب مبادرة الهندي
الحقيقية وقطب الهلال رجل الاعمال المغفور له التجاني محمد ابراهيم وابناءه علي
راسهم الزاكي واخوانه واصهارهم ببيوتاتهم المختلفة وال التوم خليفة وايقونتهم حيدر التوم خليفة الاقتصادي والمفكر مساعد الامين العام السابق لهيئة علماء
السودان واخرين، وكذلك في شبشة ال العوض علي ود.محمد الطيب السعيد ومحمد احمد
ابوشليخ ، وود المسلمي في المناقل، وفي معتوق وحلة بر منهم القاضي المشهور عبد
الغني الحسن علي واخوانه وال النويري
وغيرهم من الذين لاتسعفني الذاكرة او سعادة المعرفة بهم، ويمتدون كذلك حتي كردفان عروس الرمال التي
استقر بها اعمامي ابو السرة الرائد في سلاح الهجانة المغفور له الامين محمود الذي
كان مطلوبا حيا او ميتا من المتمرين في التمرد الاول وكان الرئيس الاسبق جعفر
نميري محتفظا بتسجيلات دوبيت ومسادير في الشجاعه بصوت العم الامين محمود يطلبها و
يستمع اليها علي فترات، وفي الابيض ايضا العم الفارس رجل الاعمال يوسف محمود المشهور بالكرم والواجب وايضا ال
بابكر وال المقبول وال دقاقة وفي ام روابة ال الهادي حسين واخرين وفي ام دم حاج احمد وام القري ال الصديق وفي
ديم ابلول المعروف بديم الجعليين ، ومنطقة تفنتارا المجاورة هي التي دفن فيها جدنا
محمود محمد احمد الذي استشهد في المهدية
وغيرهم من الكثير من بطون ال محمود التي لديها صلات دم بالمحس تنتهي كذلك
في فرع اخر مع الشيخ ادريس ود الارباب راجل العيلفون.
وفي مدينة الدويم كان سهم ال محمود موجودا منذ القدم في خدمة المدينة
عبر الناظر شيخ الطيب في التعليم وال شيخ
الطيب وال حاج ادريس و ال ذو النون وال الجاك امين وال منصور وكل بطون ال محمود او
جدنا الاكبر علي ود صالح والبطون الاخري التي تمتد منه ، وكان سهم الاسرة المبذول في خدمة المدينة علي
الدوام في الرجل الامة.. العم الشيخ محمود..رحمه الله رحمة واسعة بقدر ما قدم
فالكل يعرف هذه الشخصية الخرافية ان جازت التسمية وكان صوت مدينة الدويم الي
العالم عبر الراديو او الصحافة فاقترن اسمه بها ومن في السودان او العالم لايعرف (
الدويم من الشيخ محمود) فلم يكن له هما سواها فكان علي الدوام مبذول لها، لم يسع
ابدا لمنفعه او مصلحة او ارث شخصي او امتلاك الاراضي والممتلكات، فاني اشهد علي ان
مايصله لشخصه كان ينفقه مباشرة في الدويم وضيوف الدويم..كان اكثر الناس كرما
وتضحية وتشهد (مسطبة) حوش ديوانه عدد الولائم الضخم لضيوف الدويم، بصماته في طول وعرض المدينة..كرة القدم..دار الرياضة
الدويم، نادي الوطن ، مكتبة نادي الوطن،المناشط، كرة السلة، البنطون وعاصمة
المحافظة ومعاركه الشهيرة مع الولاة والسياسيين وهو رائد محو الامية وتعليم الكبار
وغيرها من الادوار الاجتماعية والسياسية، والعم الوالد الشيخ محمود كتاب ضخم من
جلائل الاعمال وصحائف الانجاز ينبغي ان يخلد وما يتناسب و مجاهداته ويحمل الشعلة
اليوم بنفس العنفوان الاخوان محمد الشيخ محمود القيادي في الحزب الاتحادي والناطق
باسمه الناشط في قضايا الدويم وازهري والفتي الشعلة زاهر الذي يمثل عنوان ولافتة
جديدة من العطاء لهذه الاسرة والاستاذة عوضية والصحافية سارة واميرة بجامعة بخت
الرضا خدمة للمدينة وقضاياها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق