يقول الله تعالى ( في أنفسكم أفلا تبصرون )
ويقول ( لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ماعنتم حريص
عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم )
ويقول الله تعالى ( لقد منّ الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولاً
من أنفسهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة
وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين )
ويقول صلى الله وبارك عليه وآله ( لا يؤمن أحدكم حتى أكون
أحب إليه من نفسه وماله وولده والناس أجمعين )
وتقول الرسل يوم القيامه نفسي .. نفسي ويقول الحبيب ..
أمتي أمتي
ويقول لا يغير الله مابقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم
نفس الشئ في اللغة وجوده .. وعند القوم ليس المراد منها
الوجود أو القالب الموضوع .. إنما أرادوا بالنفس ما كان
معلولا من أوصاف العبد ومذموماً من أخلاقه وفعاله .
ويحتمل أن تكون النفس لطيفه مودعه في هذا القالب هي
محل الأخلاق المعلوله كما أن الروح لطيفه في هذا القالب
أيضاً وهي محل لاخلاق المحمودة والجميع إنسان واحد
وتكون الروح والنفس من الأجسام اللطيفه في الصورة
ككون الملائكة والشياطين بصفة اللطافة وكما يصح أن تكون
العين محل الرؤية
والأذن محل السمع
والأنف محل الشم
والفم محل التذوق
وكذلك محل الأوصاف الحميدة هي الروح والقلب
ومحل الأوصاف الذميمة هي النفس
إذن نخلص إلى تعريف حسن الخلق هو الإعتدال في قوى
النفس وأوصافها والتوسط فيها دون الميل إلى منحرف
أطرافها فجميعها في كمالاتها هي خلق نبينا صلى الله وبارك
عليه وآله حتى أثنى الله بذلك عليه ( وإنك لعلى خلق عظيم ) .
فجماع الأخلاق والآداب من الدين والعلم والحلم والصبر والشكر
والعدل والتواضع والعفو والعفة والجود والشجاعة
والحياء والمروءة والصمت والوقار والرحمة وحسن الأدب
والمعاشرة وأخواتها هو حسن الخلق وقد يكون بعضاً من
هذه الأخلاق ماهو في الغريزة وأصل في الجلبه لبعض
الناس .. وبعضها يكتسب وإذا شرف الواحد منا بواحدة
منها حتى يعظم قدره ويضرب يأسمه الأمثال كحاتم الطائي
في الكرم أو عنتر في الشجاعةتكون لهم في قلوب الأجيال
مكانه فما بالكم بعظيم قدر من إجتمعت فيه كل هذه الخصال
إلى مالاياخذه حد ولايعبر عنه مقال صلى الله وبارك عليه وآله .
ويقول الله تعالى ( لايكلف الله نفساً إلا وسعها لها ماكسبت
وعليها ماإكتسبت )
لذلك تختلف نفوس الخلق بما جبلت من وسع باوصاف
حسن الخلق أوبما تكتسبه في مدرسة السلوك المحمدي .
بعض النفوس تطرب للحلم .. كقصة صاحب السيف الذى شهر سيفه..
وبعضها يطرب للسماحة .. كقصةالذي تبول في المسجد
أو تميل إلى العفو .. أذهبوا فأنتم الطلقاء
او الشجاعه...كنا اذا اشتد الوطيس نحتمى برسول الله
الى مالا يحده وسع ولايحصره عدد (ماوسعتنى سماواتى ولا ارضى ووسعنى قلب عبدى المؤمن)
فكلما أضاءت نفوسنا بإضافة جديده من
حدائق الخلق كلما
إذدادت معاملاتنا وإذدادات فينا الأنوار
المحمديه .. وبالتالي
أصبحنا أكثر تميزا عن غيرنا في
معاملاتنا اليومية بما إكتسبنا من أنوار
الخلق العظيم
.. فيعر ف الواحد منا فى سلوكه ومعاملاته
في الحياة والمجتمع
بانه ينتمي لهذه المدرسة العظيمه وليس
بجداله وتنظيره الفكري او ادعاء العلم او
حصر الرساله المحمديه فى العمل والعبادات ومجافاة الخلق العظيم
أختم بأن الهدف دوماً هو ما قاله الحبيب
( إن أحبكم الّى وأقربكم مني في الآخرة
أحاسنكم أخلاقا )فحسن الخلق او مكارم
الاخلاق هى مقصد الرسالات السماويه
(بعثت لاتمم صالح الاخلاق) فهى ليست
معسول القول بلا معامله بل امر جلل ..
الكاظمين الغيظ.. العفو عن من ظلم..وصل
من قطع فهى من امثال القابض على دينه كالقابض على الجمر.
وصلى الله وبارك على سيدنا محمد وآله
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق