الجمعة، 24 أكتوبر 2008

الشيخ النّيل أبوقرون ...تلمس الطريق الي معرفته


المتتبع لسيرة الشيخ النبل ابوقرون يجدها حافله ومميزه منذ مو لده
بقرية الشيخ أبو قرون بشرق النيل ضواحي الخرطوم حيث درس
القرآن في خلوة جده الشيخ محمد أبوقرون وتشبع به وبمحبة النبي
وآل بيته فجده هو القطب الشيخ محمد أبوقرون ووالده
الشيخ / عبدالقادر أبو قرون المشهور بالخليفه الجيلي الذي كانت
حياته متلازمه عرفانيه وجدانيه ، ظاهريه تعامليه ومنهجيه حياتيه
مصهوره في بوتقة المحبة بنيران أمداح الحبيب صلى الله وبارك عليه وآله
متلاقحه مع أقداره وأدواره فأنشات نسيجاً عجيباً متفرداً وأفردت
رؤى وتصورات معتدله ومتوازنه فخطت للولايه درباً مميزاً حررها
من تشوهات الأوهام ومنافسة الأقران وإدعاء المقامات إلى تجريد الإخلاص
بمحبة سيد الناس والصلاة على النبي صلى الله وبارك عليه وآله مع الانفاس .
وفي هذا البيت الصوفي الكبير ذو الوشائج القويه المبنيه على الدين والعقيده
تربى الشيخ النّيل أبوقرون في تداخل طبيعي ومخالطة مع كل طبقات المجتمع
السوداني حيث درس مع الناس في مدارسهم وتمرحل في مراحلها المختلفه
وتخرج في كلية القانون جامعة الخرطوم عام 1970م وإلتحق بالهيئة القضائيه
قاضياً شهدت له كل أصقاع السودان التي عمل فيها برسوخ العلم ووفرة محبة النبي
التي يذكر بها في حله وترحاله وسمته وخصاله وقد عرفته تلك الربوع ايضا ابان عمله فى القضاء فى السبعينيات بعمامته السوداء والتى يربطها بعض الناس بالمعتقدات جهلا ،
وتدرج فى الهيئة القضائيه حتى عُين ملحقا قضائياً برئاسة
الجمهورية ثم وزيراً للشئون القانونيه بها وعلى يديه خرجت الشريعه لأهل السودان
لتحل محل قانون المستعمر القديم لتصبح علامه فارقه في تاريخ السودان الحديث
ونتيجه حتميه لهذه التجربه الإنسانيه الفريده والتي تشكلت على الدين والسلوك
منذ قديم الزمان .
والشيخ النّيل أبوقرون هو الآن خليفة والده في مسيد الشيخ أبوقرون كمدرسه متفرده
فى التربيه على ادب و نهج المحبوبيه تعرفا وتعريفا وانحيازا و انشغالا بالنبى صلى
الله وبارك عليه وآله و قائماً على خدمة مجتمعه والأحباب والمريدين والحيران
، وتعتبر مساهمات الشيخ النّيل من المساهمات الرائده في الفكر الإسلامي المعاصر
في وضوح فكري ومنهج يرتكز على مرجعية القران وعصمة وتنزيه الذات النبويه
الشريفه ومرجعيتها وعدم قبول مايمسها من اى كائن او مصدر
كان وهو منهج
واضح في تنزيه الذات المحمديه وهو أصل معاركه الفكريه والتي تحملها بصبر
وعزم الصالحين ويسنده الحق جل وعلا في قرآنه العظيم وهى القاعده الذهبيه
الى يجب استصحابها عند اى قراءه لفكره .
فكان أن توالت مؤلفاته في شكل متنوع بديع وصدر له :
- الصراط المستقيم / الوصيه / خواطر / أحاديث في العقيده / التراث الشعبي
/ في رحاب الرساله/ وصدر له حديثا مراجعات فى الفكر الاسلامى وله مؤلفات
في الطريق كلية الإنسان وقراءات .
كما تعتبر أمداح النبي عند الشيخ النّيل تكئه حب ينهل منها العاشقون
ويتعلم منها المتعلم من الشمائل المحمديه مايهديه إلى كل بر وتقوي
ويستدل بها العارف بجزالة نظمها في إرشاده ووعظه وإدلاله ويتقوي
بها العاصي على نفسه وقد إختارالشيخ لديوانه في المدح النبوي
أسم بوارق الحب في إشارة إلى الإطلاق الإلهي في التحيز المحمدي
وتيمناً بأنواره السنيه التي أضاء الله بها الحياه .
ويعتبر مؤلفه في رحاب الرساله من المؤلفات التي وجدت صدى واسعاً
داخلياً وخارجياً حيث تمت ترجمته إلى عدة لغات وذلك لأنه يسد نقصاً مهماً
في المبحث الإسلامي في موضوع وحدة ومقصد الرسالات السماويه وهو
كما قال العديد من المفكرين بأنه الوجه الحقيقي للإسلام والذي يجب أن يقدم
للعالم وبخاصه ماتشهده الساحة الفكرية فيما يعرف بصراع الحضارات والحوار
الإسلامي المسيحي وغيره ، لذا إهتمت الدوله عبر وزارة الأوقاف ومجلس الذكر
والذاكرين بطباعة النسخة العربيه وتم تقديمه في إحتفال مع إصدارات أخرى
وايضا احتفال اخر منفصل فى تكريم له دلالاته شهده رجال الدين الاسلامى
و المسيحى وهيئة العلماء ورموز الفكروالاحزاب وقد ارسلت فيه برقيات تقدير
لفكره من الحركه الشعبيه والتى سجلت حضورا مميزا وتجمع قبائل الحسانيه
وكذلك ملتقى الفكر العربي أعلن تبنيه طباعة النسخة الإنجليزيه منه وكان التكريم
الاهم لفكر الشيخ قد تم فى شخص احد ابناء و تلاميذ الشيخ وهو الكتور عبدالله يسن
والذي منحته وكرمته ملكة بريطانيا بارفع قوائم التشريف الملكى البريطانى لادواره
فى المجتمع البريطانى وحوار الاديان وغيرها والذى كان مصدره فكر ومنهج
الشيخ النيل ابوقرون.
تسعد الامه ان يكون فيها هذه القامه السامقه والتى تتشرف بها لتنقلها من ضيق
العصبيات و الجهوبات الى رحاب الاخلاق العظيمه والمجتمات الفاضله التى
هى مقصد الرسالات السماويه المختلفه وانتاج الشيخ الفكرى بلاشك موضع
ترحاب و تقدير واحترام فى الساحه المحليه والعالميه .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق